وسائل التواصل الإجتماعي:

اللغات: إنجليزي | عربي

الأمل يتجدد مع
مشروع حياة جديدة ... قصص
نجاح مستمرة

مع إنطلاقة مشروع حياة جديدة بالتعاون والشراكة بين جمعية رعاية أطفال السجينات ومؤسسة دروسوس عام 2014، وجه البرنامج الدعم لعدد من السيدات اللاتي خرجن من السجن، أو أخريات ظللن يبحثن عن يد تنتشلهن من خلف القضبان، ليخرجن إلى النور والحرية، أيام وليال قضاها العاملون في الجمعية يتقصين من الحالات، حقيقتها ومدى احتياجاتها، يلبين الدعوة للمظلومات، وأعيونهن على أطفال لم يرتكبن من الجرم شيئا، سوى إنهن أبناء السجينة أو السجينة السابقة، حتى كان مشروع حياة جديدة اسما على مُسمى، يعطي قُبلة البداية لسيدات يبحث عن رمق من العيش في مصر.

حكايات وقصص النجاح لبعض السيدات، التي كان فيها “حياة جديدة” السند والدعم للسيدات، هنا هن ممثلات عن غيرهن في البرنامج، للمشروع الذي أتم عام كامل لمساعدة 220 سيدة داخل وخارج السجن، وذلك بتقديم الدعم القانوني والمهني والنفسي وكذلك الاجتماعي للحالات.

Success Stories
Success Stories
Success Stories

أميمة .. نواة البداية لأطفال السجينات

نواة بداية جمعية أطفال السجينات” بهذه الكلمات وصف أحمد عبد الرحمن مدير وحدة الدعم المتكامل بجمعية رعاية أطفال السجينات ، “أميمة زكي” أول سجينة فقر تعاطف القراء مع قصتها ، عقب تفجير القضية من قبل الكاتبة ومؤسسة ورئيسة جمعية رعاية أطفال السجينات نوال مصطفى عام 2007 على صفحات جريدة الأخبار.

كانت أميمة الضامنة لوالدها العامل باليومية في التوقيع على إيصالات أمانة كتبها على نفسه لشراء جهاز لابنته العروس ، وتوفى الوالد ووجدت الشقيقة الكبرى نفسها أمام مصير سيء بعد أن قدم التاجر إيصالات الأمانة للنيابة ، وسرعان ما وجدت نفسها بين جدران سجن النساء بالقناطر الخيرية محكوم عليها بالسجن ثلاث سنوات ونصف.

كان اللقاء بين الكاتبة نوال مصطفى وأميمة بداية الخيط لتسليط الضوء على مشكلة الغارمات الموصومات من قبل المجتمع ، وعملت الصحفية جاهدة خلال ثلاثة أسابيع فقط بالبحث عن الدائنين وتسديد المبالغ المستحقة وإنهاء الإجراءات القانونية.

تركت أميمة إبنتها التي تبلغ من العمر عامين ولم تعرف عنها شىء ، لذلك لخصت نوال مصطفى القضية في شعار “سجن أم = تشريد أسرة” لتبدأ عملها من خلال جمعية أطفال السجينات لتحضتن مئات الغارمات.

عقب خروج أميمة من السجن تراكمت عليها الديون نتيجة تحمل نفقات الأسرة كاملة خاصة بعد طلاقها وحصولها على معاش 320 جنيهًا فقط ، وبعد إنقطاع فترة طويلة عن الجمعية تواصلت مع فريق عمل الجمعية في يناير 2017 ، وشددت الأديبة نوال مصطفى على مساندة أميمة بشكل كامل للعبور من نفقها المظلم والخروج إلى النور.

ومن هنا أتى دور وحدة الدعم النفسي التابعة للجمعية ، وتم العمل على حالة أميمة التي وصفها “عبدالرحمن” بـ “أميمة كانت عبارة عن مجموعة مشاكل وكلاكيع” خاصة عقب إصابتها بجلطة في القدم اليسرى ، ونتيجة الدراسة المكسفة لحالة أميمة كان أطفالها هم المدخل المناسب لها ، حيث تم الإعتماد عليهم في حث السيدة الثلاثينية إلى العمل وعدم التواكل، وإستجابت أميمة ودخلت في تحدي مع أطفالها.

بعد الإنتهاء من التأهيل النفسي ، أتي دور التدريب المهني من قبل الجمعية وتوفير مصدر رزق لأميمة ، وبدوره قام مينا معوض (مسئول التشغيل المهني والتدريب) في بادء الأمر بفتح “محل بقالةللسيدة أميمة ، ثم إنتقلت إلى ورش تدريب “الحياكة” ، وسرعان ما تعلمت وإنتظمت في المجيء إلى المشغل بشكل يومي من التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءًا رغم سكنها في منطقة “أبو زعبل” بمحافظة القليوبية.

وضح “أحمد عبدالرحمن” أن وحدة الدعم النفسي والمعالجة النفسية “سعاد هلال” إعتمدت على سلوك التحدي في حالة أميمة لتثبت لأطفالها أنها ما زالت قادرة على مواجهة الحياة وتوفير النفقات اللازمة لتربيتهم ، وكان التفكير الدائم في مستقبل طفليها هو الحافز الرئيسي الذي تم إستخدامه في تأهيلها نفسيًا.

كانت النتيجة شعور الأطفال بتحسن الأم وظهور التغيير في سلوكيات أميمة الإيجابية ، وقررت أن تكتب على باب شقتها جملة “حياة جديدة” إسم المشروع الذي حول حياتها من الركود التام والتواكل إلى الحياة المفعمة بالأمل والنظر إلى المستقبل.